المعهد التقني – كربلاء
بالنظر إلى الدرجة التي تلمس بها المهارات الرقمية كل جانب من جوانب العمل والحياة، فأن اكتساب المهارات الرقمية والمؤهلات الجديدة هو مفتاح النجاح في العصر الحديث، إذ إن أغلب الوظائف في سوق العمل باتت تتطلب مهارات رقمية أساسية مثل التواصل عبر البريد الإلكتروني أو وسائل الإعلام الاجتماعية وإنشاء وتحرير الوثائق الرقمية ، على الفرد اليوم أن يجد ويجتهد ويسعى لتطوير نفسه باستمرار، حيث إن تعاملاته اليومية تكسبه مهارات جديدة تضيف إلى خبراته ومؤهلاته مهارات متنوعة وجديدة.
وأصبحت الحاجة إلى تنمية المهارات الرقمية بشكل أفضل أمراً ضرورياً لتطوير المهارات اللازمة للتأهل لفرص العمل، التي تتطلب بعض المستوى من المهارات الرقمية في المستقبل القريب. وفي ظل تلك التطورات المذهلة والمتسارعة في عالم الاتصالات وتقنية المعلومات والذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، باتت الروبوتات وتطبيقات التكنولوجيا الحديثة تمثل تهديداً جدياً لا يمكن إغفاله لمستقبل البشر المهني، وعلى امتداد جميع القطاعات الاقتصادية.
وتساعد البنية التحتية الرقمية الحديثة والمنصات الالكترونية المتطورة في تنمية مهارات القدرات الرقمية الحديثة ، والتي ان استثمرت في تحفيز أنماط التعليم الفردي والتعليم التعاوني، تعزز من عمليات إكساب الطلبة للمهارات الخاصة بتدعيم وتنمية أنماط التفاعل الاجتماعي بينهم؛ لانها ترتبط بأنماط عمل وتشغيل الشبكات والمواقع الاجتماعية التي ترتكز عمليا في تنشيط عمليات التفاعل بين المستخدمين لها على استخدام الوسائط الرقمية والتقنيات الذكية؛ كما وأن الوسائط الرقمية سوف تؤدي إلى تعزيز العالم الرقمي والتربوي.
تعددت مزايا وفوائد مهارات القدرات الرقمية عند استخدامها في التعليم والتدريب والحصول على فرص العمل على حد سواء؛ وتتضح كثير من معالم تلك الفوائد في طبيعة واهداف الاستخدام والتوظيف لتلك القدرات المتطورة، ومن المزايا والفوائد المرتبطة بالتقنيات والمهارات الرقمية والذكية :
– تمنحنا قدرة كبيرة على مواجهة تحدي جائحة كورونا، وتمكننا من حماية المواطنين ، والحفاظ على صحتهم وسلامتهم، دون أن تتعطل المصالح، أو تتوقف عجلة الإنتاج.
– تساعد الطلبة على تطوير الخرائط الذهنية والمعرفية لديهم، وتمكينهم من ربط المعلومات الجديدة بالمعلومات السابقة ، ومساعدتهم على تذكر المعلومات التي يتم تعلمها من خلال التقنيات التعليمية الرقمية والذكية.
– ان الاجهزة التقنية الرقمية والذكية بما تشتمل عليه من برامج وتطبيقات تنمي مهارات التفكير المختلفة والتي من أهمها مهارات التفكير الناقد، والتأملي، والابتكاري، والابداعي، كما تساعد الطلبة على التعلم النشط، والتعلم التعاوني، وتنمية قدراتهم على الاتصال الفعال عبر تلك التقنيات الحديثة. ففي عالم العمل، لا تقتصر المهارات الرقمية على تأهيلنا لفرص العمل في القطاعات التقليدية فحسب، وإنما تفتح لنا أيضاً الأبواب للمشاركة في القطاعات الناشئة بل ولبدء مشاريع أعمال خاصة بنا. ويمكن للأشخاص ذوي المهارات الرقمية الأكثر تقدماً الاستفادة من طائفة أوسع من الفرص التي تمخضت عنها التطورات المستمرة في التقنيات الرقمية والمنصات والأجهزة. وتتسم المهارات الرقمية بأهمية خاصة عند النظر في الطبيعة المتغيرة لبيئة العمل.
– تطوير اتجاهات المتعلمين إيجابياً ؛ مما يعزز ويحفز الطلبة على استخدامها في مواقف التعلم لديهم ،كما انها تحفز على التعليم الفردي والتعليم التعاوني وتعزز من عمليات اكساب الطلبة للمهارات الخاصة بتدعيم وتنمية انماط التفاعل الاجتماعي بين الطلبة .
وتختلف أنواع المهارات الرقمية المطلوبة للنجاح اليوم اختلافاً هائلا عن المهارات التي كانت مطلوبة حتى قبل مجرد خمس سنوات. أما اليوم فإننا نحتاج باستمرار إلى استعراض وتحديث تلك المهارات الرقمية موضوع التدريس نتيجة للتقنيات والابتكارات الجديدة – من قبيل الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة وسلسلة كتل البيانات والحوسبة السحابية وإنترنت الأشياء والتعلم الآلي والتطبيقات المتنقلة. وإزاء هذه الخلفية السريعة التغيير أصبح من المهم للبلدان التي لديها برامج تدريب قائمة على المهارات الرقمية أن تقوم بتحديث استراتيجياتها وللبلدان التي لم تطلق بعد برنامجاً وطنياً للمهارات الرقمية أن تقوم بذلك.
بما أن المهارات الرقمية مطلوبة للمشاركة بفعالية في كل جانب من جوانب الحياة والعمل، فمن المهم إشراك جميع الوزارات والإدارات المعنية في صياغة استراتيجية للمهارات الرقمية.
