قسم تقنيات المختبرات الطبية ينظم ندوة علمية للتعرف على الاجهزة الطبية
أبريل 16, 2025
ادى انتشار فايروس كورونا في العالم الى حبس ما يقرب من مليار طالب حول العالم عن مدارسهم و جامعاتهم, و ذلك لان الاكتضاض داخل القاعات الدراسية قد يكون سببا ملائما لانتشار عدوى الفايروس بين الطلبة, و منهم الى عوائلهم, و هذا يعني حدوث كارثة, و لكن على الجانب الاخر هنالك كارثة لا تقل ضراوة عن كارثة الفتك الناتجة عن انتشار الفايروس, انها كارثة توقف التعلم, و الانحدار نحو الجهل. فالتعلم بالنسبة للانسان و المجتمعات كالغذاء و الماء و الهواء, لا يمكن ان ينقطع لفترة طويلة, فانقطاع اي منها لفترات متباينة سيؤدي الى هلاك الانسان, و كذلك الحال بالنسبة للتعليم, فتوقفه لفترة طويلة يعني انتشار الجهل, و انتشار الجهل يعني انتشار المرض و الفقر و الظلم و الارهاب, و هو ما يؤدي في نهاية الامر الى نفس ما يؤدي اليه انقطاع الغذاء و الماء و الهواء.
فكان لا بد من استمرار التعلم, و لكن بحفظ مبدأ التباعد الاجتماعي الذي فرضته حالة انتشار عدوى كورونا, فكان التعليم عن بعد. و بما ان التعليم عن بعد لا يمكن ان يحدث دون وسط ناقل, و افضل هذه الوسائط هو الانترنيت, فكان التعليم عن بعد هو التعليم الالكتروني, فبدأت مختلف المؤسسات التعليمية حول العالم ببث محاضراتها عبر الانترنيت ليتلقاها الطالب من خلال برامج الكترونية مختلفة. و هكذا استمر التعليم.
و لكن الملاحظ هنا ان العملية كانت ذات فارق بين دول و اخرى, فبعضها كان يستخدم التعليم الالكتروني بشكل كامل قبل انتشار الفايروس, و بعضها يستخدمه بشكل جزئي كما هو الحال في التعليم المختلط, الذي يخلط بين التعليم الاعتيادي و التعليم الالكتروني, و لكن ثمة مؤسسات تعليمية في دول اخرى لم تكن تستخدمه ابدا, مثل هذه المؤسسات و مثل تلك الدول كانت امام امر واقع جديد عليها كليا, فتخبطت و تفاجئت و ترنحت كثيرا حتى استطاع بعضها ان يؤدي التعليم الالكتروني في حدود ضيقة, في حين لا يزال بعضها الاخر يترنح في مكانه.
و بما ان اي كارثة تحل على الناس لا بد ان يستخلصوا منها العبر و الدروس, فان اهم ما يمكن استخلاصه من تجربة التعليم في زمن كارثة الكورونا هو ضرورة وضع الخطط الاستباقية لمنظومة التعليم و بدائلها التي قد تحتاج اليها المؤسسات التعليمة عندما تحل عليها طارئة. فبعد ان تنتهي جائحة كورونا ان شاء الله, يجب ان تقوم المؤسسات التعليمة بوضع خطط استراتيجية لنشر ثقافة التعليم الالكتروني في المجتمعات التي لم تعتد عليه, و ان توفر له الوسائل اللازمة بدلا من ان تبقى سائرة على خطى التعليم التقليدي دون ان تطور من وسائلها شيئا, فمقدار ما تنفقه على البنى التحتية و المباني والقاعات الدراسية يمكن ان تختصره كثيرا من خلال تطوير تعليم الكتروني يؤدى ضمن ارخص وسائل الاتصال في العالم, و هو الانترنيت.
ان مزايا التحول الى تعليم الكتروني كثيرة و منها على سبيل المثال لا الحصر:
و لكن لا تخلو عملية التعليم الالكتروني من مجموعة سلبيات, ندرجها في ما ياتي من السطور مع وضع الحلول الممكنة للتغلب عليها:
و بعيدا عن السلبيات و الايجابيات, فان بعض المعوقات لابد من ان تتغلب عليها اجهزة الدولة حتى تمكن مؤسساتها التعليمية من اداء تعليم الكتروني فاعل, و منها تقوية خدمة الانترنيت و توسيعها لتشمل كامل مساحة الدولة, مع تامينها من الخروقات و القرصنة, اضافة الى توفير ما يفترض توفيره من اجهزة التواصل الالكترونية لجميع طلبتها, و كلفة ذلك بطبيعة الحال هي اقل من الكلف اللازمة لانشاء المباني و الدراسية و صيانتها المستمرة.
كما ينبغي على المؤسسات التعليمة ان تقوم بما يلزم من تدريب لطلبتها و معلميها على مهارات استخدام التعليم الالكتروني لضمان نجاح العملية و تحقيق اهدافها.
ان التعليم الالكتروني لم يعد رفاهية تعليمية, بل اصبح ضرورة لا بد منها, و على الدول و المؤسسات التي لم تدرك ذلك سابقا, ان تعيه الان و ان تعمل له بكل جدية.